مفهوم الوسائل التعليمية

أ. مفهوم وسيلة التعليم

إن الوسيلة مأخوذة من اللغة اللاتينية "medium" وهي الوسط أو الواسطة أو الواسطة المستخدمة للإشارة إلى أجهزة الاتصال (نانانج قاسم، ٢٠١٦: 40) . وأما اصطلاحا كما قاله أريف ساديمان (٢٠٠٨: ٦) إن الوسيلة هي واسطة أو رسالة التسليم من المرسل إلى مرسل منه.

وإن الوسيلة هي إحدى الأشياء المطلوبة في التعليم لمساعدة الطلاب على فهم الموضوع بشكل أفضل والقدرة على قبول المادة الدراسية بسرعة، والوسيلة المستخدمة في التعليم تسمى بالوسيلة التعليمية.

فإن الوسيلة التعليمية هي كل ما يستعين به المعلم على تفہیم الطلاب من الوسائل التوضيحية المختلفة. وبين يود منادی (۲۰۱۳ : ۹) أن الوسيلة التعليمية هي كل الأشياء يمكن أن يواصل المعلومات من المرسل حتى تكون بيئة التعليم جيدة، وبالنظر إلى المظاهر السابقة، أن الوسيلة التعليمية كل ما يستخدمه المدرس لإيضاح المواد الدراسية ومساعدة الطلاب على فهمها جيدا.

وعبرت الباحثة أن استخدام الوسائل مهم جدا في التعليم، لأن الوسائل التعليمية تمكن أن تسهل على المعلمين نقل المواد ويمكن أن تثير حماس الطلاب وتجذب انتباههم أيضا لمشاركة التعليم. وبعد اختيار الوسائل المناسبة أيضا أمرا مهما من أجل تحقيق أهداف التعليم ونجاحه. يجب تطوير الوسائل التعليمية وفقا للمادة المراد تدريسها ومتابعة التطورات التكنولوجية العصرية.

ب. أنواع وسيلة التعليم

قال صبري سوتكنو (۲۰۰۹: ۱۰) إن الوسيلة تنقسم إلى ثلاثة أقسام:

1. من حيث الأنواع

تنقسم الوسيلة من حيث أنواعها إلى ثلاثة أقسام وهي:

أ). الوسيلة السمعية هي وسيلة تعتمد على القوة الصوتية فحسب،

مثل الراديو والمسجل والقرص.

ب).الوسيلة البصرية هي وسيلة تعتمد على البصر فحسب، مثل

عرض الصور أوالرموز الحركية مثل الصورة والرسم والطباعة.

ج). الوسيلة السمعية البصرية هي وسيلة لها عناصرصوتية والصور.

د). من حيث قوة الدخول

والوسيلة من حيث قوة دخولها تنقسم إلى قسمين، وهما:

أ). الوسيلة بقوة الدخول الواسع والجامع

ب). الوسيلة بقوة الدخولا لمحدد بالمكان

ج). من حيث المادة المصنوعة

۲. والوسيلة من حيث المادة المصنوعة فتنقسم إلى قسمين وهما :

أ). وسيلة ببسيطة وهي وسيلة سهلة مادتها و رخيص ثمنها وسهلة

صناعتها.

ب). وسيلة مركبة وهي وسيلة صعبة وغالية ثمنها وصعبة صناعتهائ

واستخدامها.

قال محمد على الخولى (۱۹۸۲: ۱۷۱) من الضروري أن يستفيد المعلم من الوسائل المعينة في التدريس عموما وتدريس اللغة خصوصا. تنقسم الوسائل المثلاثة أنواع:

1. وسائل سمعية، مثل الشريط المسجل والروديو

2. وسائل بصرية، مثل اللوحات والصور

3. وسائل سمعية وبصرية، مثل الأفلام الناطقة

وقال عبد العليم إبراهيم (۰۲۹۲: ٤٢٣) الوسائل تنقسم إلى نوعين:

1. وسائل لغوية وهي ما يؤثر في القوى العقلية بوساطة الألفاظ، كذكر المثال أو تشبية أو الضد أوالمرادف

2. وسائل حسية وهي ما يؤثر في القوى العقلية بوساطة الحواس، وذلك يعرض ذات الشئ أونموذجه أو صورته أو نحو ذلك .فمن أمثلة الوسائل

الحسية وهي:

أ). ذوات الأشياء، يمكن الانتفاع بهذه الوسيلة في دروس التعبير للصفوف الصغيرة، وذلك كاستحضار زهرة أو ثمرة أو ساعة أوحقيبة أو نحو ذلك.

ب). نماذج مجسمة، ويستعان بها كذلك في دروس التعبير أو الأناشيد أو الإملاء أو القراءة كنموذج للهرم أو للطائر أو لحيوان.

ج). الصور: وهي كنماذج ينتفع بها في درس التعبير والقراءة والأناشيد . ومما يدخل في هذه الوسيلة التصوير الأدبي، لتوصيح المعاني والأفكار التي يتضمنها البيت أو النص

د). المصورات الجغرافية، لبيان البلدان والمواقع التي ترد في النصوصوموضوعات القراءة ولمعرفة أجزاء الوطن العربي التي تعرض في مناسبات كثيرة من دروس اللغة العربية.

هـ)، الرسوم البيانية، يمكن صنعها واستخدامها في بيان الاتجاهات الأدبية.

و). الألواح الموضوعية، وتحمل هذه الألواح جداول توضح بعض القواعد النحوية أو الإملائية.

ز). البطاقات، وقد أشرنا إليها في الحديث عن تعليم القراءة للمبتدئين.

وكذلك في الحديث عن التجارب التربوية.

ح). السبورة، إن السبورة تتيح للتلميذ أن يستخدم حاسة البصر، برؤية الحقائق مدونة، بعد أن يستخدم حاسة السمع في تلقيها بالأذن عن نطق المدرس.

ط). اللوحات ومنها اللوحات الرملية، لتعليم القراءة للمبتدئين، واللوحات الوبرية، لتثبيت فوقها نماذج للحروف أوالكلمات أو العبارت، وذلك في تعليم القراءة للصف الأول بالمرحلة الابتدائية.

ي). المعارض، وتقصد بها معارض اللغة العربية

ج. فوائد وسيلة التعليم

بين سوجانا ورفاع (۱۹۹۲: ۲) على أن فوائد الوسائل التعليمية في عملية تعلم التلاميذ منها:

1. أن يكون التعليم يجذب اهتمام التلاميذ بحيث يمكن أن يعزز دوافع التلاميذ في التعلم.

2. أن يكون اللمواد التعليمية واضحة في معانها حتى يمكن فهمها بشكلأفضل من قبل التلاميذ ويمكينهم من إتقان التعليم وتحقيق أهدافها.

3. أن تكون طرق التدريس متنوعة، وليس مجرد تواصل لفظي من كلام المعلم، حتى لا يمل التلاميذ ولا ولا ينفد المعلم طاقته ، ولاسيما إذا كان المدرس يعل في كل الدرس.

4. يمكن التلاميذ القيام بالمزيد من الأنشطة التعليمية لأنهم لا يستمعون إلى بيان المعلم فحسب، ولكن أيضا يقوم التلاميذ بأنشطة أخرى مثل الملاحظة والتوضيح والتمثيل وغيرها من سائر عملية التعليم.

وقد وضحت موسوعة البحوث التربوية في (هاماليك، 1994: 15) فوائد

وسائل التعليم على النحو التالي:

1. إرساء أسس راسخة للتفكير وتقليل الفظية

2. زيادة اهتمام التلاميذ.

3. إرساء الأسس المهمة لتطوير التعلم. وعلى ذلك جعل الدرس أكثر استقرارا.

4. تقديم الخبرات الحقيقية تمكنها أن تعزز الثقة بالنفس بين التلاميذ

5. تنمية التفكير المنتظم والمستمر وخاصة من خلال الصور المتحركة.

6. تسهيل التلاميذ ومساعدتهم على الفهم مواد التي تساعد على تنميةمهاراتهم اللغوية.

7. إعطاء الخبرات لا يمكن الحصول عليها بسهولة بوسائل أخرى، وتساعد على نجاعة الأوقات وتنوع أعضاء الفصل.

د. وظائف وسيلة التعليم

إن الوسائل تنظر إليها على أنها من عوامل التي تمكن أن تراقي فعالية عملية التعلم، وذلك لأن وسائل التعليم لها أدوار ووظائف إستراتيجية تتأثر على الدوافع. والميول وإنباهات التلاميذ في التعليم بشكل مباشر أو غير مباشر وتمكنهم على تصور المواد تعلم عليها وتساعد على تسهيل فهم المتعلمين. بالإضافة إلى ذلك، فإن الوسائل قادرة على جعل التعلم أكثر وضوحا وقادرة على المعالجة وعرض الأشياء تصعب على التلاميذ الوصول إليها، وتعد وسائط التعلم مهمة جدا لأنشطة التدريس والتعلم تدعم تحقيق أهداف التعلم بشكل أفضل وأسرع، الوسائل التعليمية ليست مجرد أداة تعليمية، ولكنها أيضا استراتيجية في التعلم. لأن وسائط التعلم كإستراتيجية فلها وظائف كثيرة، منها:

1. الوسائل كمصادر تعليمية

من المعلوم أن التعلم عملية فعالة وبناءة من خلال تجربة لنيل المعلومات والمعارف، وفي هذه العملية، تكون وسائط التعلم كمصدر التعلم للمتعلمين. أي أنه من خلال وسائل التعليم يحصل التلاميذ على الرسائل والمعلومات والمفاهم من أجل تكوين معارف جديدة في أذهان التلاميذ. وإلى حد ما، تمكن لوسائل التعليم أن تبدل وظائف المعلم كمصدر المعلومات أو المعارف نحوالتلاميذ. وتعد وسائل التعليم كمصدر تعليمي من مكونات نظام التعلم يتضمن الرسائل والأشخاص والمواد والأدوات والتقنيات والبيئات، والتي يمكن أن تؤثر على نتائج تعلم التلاميذ. في هذه الحالة، رأى إدغار دالي أن مصادر التعلم هي تجارب واسعة جدا في الأساس، فمن الممكن أن تكون تجارب التعلم بأشكال مختلفة، على سبيل المثال القراءة والبحث على الإنترنت والمناقشة والسؤال والجواب والاستماع إلى الوسائط الصوتية وغيرها، مع تطور تكنولوجيا الوسائط المتعددة كمصدر للتعلم، فيمكن الوصول إلى الرسائل والمعلومات والمعرفة الجديدة بسهولة وبدون حدودة.

۲. الوظائف الدلالية

إن الدلالات ترتبط بـ "المعاني" أو معاني الكلمات أو المصطلحات أو العلامات أو الرموز. فعندما يتعلم الفرد معاني الكلمات الجديدة، فبالطبع يحتاج إلى الوسائل مثل القواميس أو المعاجم أوالمتحدون، ومن خلال هذه الوسائل يمكن للفرد زيادة ثروة المفردات والمصطلحات. وكذلك عند يدرس الفرد مادة الكيمياء والفيزياء والرياضيات، سيواجه رموزا أو صيغا أو معادلات رياضية مختلفة، وكانت في الغالب تقصد بالرموز والصيغ والمعادلات الرياضية أن تكون بمثابة تبسيطة في تمثيل مواقف أو كائنات على سبيل المثال في موضوعات الكيمياء استخدم رمز "ھ" للهيدروجين، و رمز "0" "" للأكسجين، و رمز "au" للذهب، وفي علم بيولوجيا، فيه مصطلحات من اللاتينية، وكذلك في اللغة مور والصبالعلمية، تم اعتماد العديد من المصطلحات من اللغة الإنجليزية.

وقد يكون التلاميذ في الغالب لهم مفاهم مختلفة عن رمز أو كلمة أو مصطلح معين. فربما يستمع التلاميذ من كلمات الآخرين أو قرأوا من مصادر أخرى للمعلومات، ولكنهم لم يفهموا بشكل كامل وصحيح معاني هذه الرموز والكلمات والمصطلحات، وليس من القليل لديهم مفاهم خاطئة لهذه المصطلحات.

إذا في هذا الحال كان التلاميذ في حاجة إلى وسائط التعليم لتقديم الفہمالصحيح نحو التلاميذ. ويمكن أن تعمل أنواع مختلفة من الوسائط تكون الدلالات، على سبيل المثال القواميس والمعاجم والإنترنيت والمعلمين وأشرطة التسجيل والراديو والتلفزيون وغيرها من الوسائط، في هذه الحالة، تعمل وسائط التعلم على تجسيد الأفكار وتوفير الوضوح بحيث تكون المعارف وخبرات التعلم أكثر وضوحا وأسهل في الفهم.

3. الوظيفة المتلاعبة

وتقصد بوظيفة التلاعب هي قدرة الوسائط على إعادة عرض الأشياء أو الحدوث بطرق مختلفة وفقا للظروف والمواقف والأهداف والغايات. وغالبا يحتاج التلاميذ إلى هذه التلاعب لوصف كائن كبير جدا أو صغير جدا أو خطير جدا يصعب الوصول إليه، ربما بسبب موقعه البعيد أو عمليته الطويلة جدا للمراقبة ذات الوقت المحدود. على سبيل المثال من المستحيل ملاحظة عملية تحول الفراشة أثناء عملية التعلم، لذلك في حاجة إلى الوسائط مثل المخططات والصور ومقاطع الفيديو وغيرها.

4. الوظيفة التثبية (الالتقاط أو التسجيل) والقصد من وظيفة التثبيت هي وظيفة تتعلق بقدرة الوسيلة على التقاط أو تخزين أو إعادة عرض كائنات أو حدوث حدثت لفترة طويلة. أي أن وظيفة التثبيت هذه مرتبطة بالقدرة على تسجيل حدوث أو كائنات وتخزينها إلى أجل غير مسمى بحيث يمكن تشغيلها في أي وقت عند الحاجة، وسيفهم التلاميذ بسهولة الأحداث المسجلة على الرغم من أنهم لا يواجهونها بشكل مباشر. ويمكن أيضا إثبات وظيفة التثبيت للوسائط من خلال القدرة على تخزين ملفات البيانات بسرعة وأمان. وتستطيع عرض ملفات البيانات حسب الحاجة. فعلى سبيل مثال آخر على وظيفة التثبيت للوسائط هو قدرتها على التقاط وتخزين البيانات عن حدث فيضان في أتشيه في ديسمبر ٢٠٠٤، ثم تكون قادرة على عرضها مرة أخرى في وقت لاحق حتى يمكن ملاحظتها من قبل الأجيال القادمة.

وكذلك الوسائط قادرة على عرض الأشياء والأحداث تحدث في مواقع يصعب الوصول إليها، مثل استنفاد طبقة الأوزون في الغلاف الجوي، يمكن تصور الكائن من خلال وسائط نصية أو نموذجية أو مرئية أو صوتية أو فيديو. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للوسائط عرض كائن كبير جدا أو صغير جدا.

ه. الوظيفة التوزيعية

وتحتوي وظيفة التوزيع على وظيفتين، وهما التغلب على حدود المكان والزمان وكذلك التغلب على قيود الحواس البشرية. من الأمثلة على الوسائط التي لها وظيفة التوزيع هي التلفزيون ، حيث يقدم التلفزيون المعلومات والترفيات والمعارف المتنوعة يمكن رؤيتها الأفراد المختلفة في أماكن مختلفة وظروف مختلفة، يستطيع الفرد معرفة الأحداث أو الأخبار أو المعلومات من أماكن أخرى دون الحاجة إلى القدوم مباشرة إلى المكان، ولكن من خلال البرامج التلفزيونية.

6. الوظيفة النفسية

ومن وجهة نفسية، كانت وسائط التعلم لها وظائف عديدة مثل الوظيفة الانتباهية والوظيفة العاطفية والوظيفة المعرفية والوظيفة التخيلية والوظيفةالتحفيزية.

أ). وظيفة الانتباه

إن الوسائل التعليمية تعطي انتباه التلاميذ إلى المواد ينقشها. تتضمن وظيفة الانتباه أيضا الانتباه المحدد، وهو اهتمام بمحفزات معينة أثناء إزالة المحفزات المزعجة الأخرى. ولتحسين الوظيفة لهذا الاهتمام، على الوسائل التعليمية لابد لها من أداء المتطلبات من جانب جاذبيتها ووضوح رسالتها. فإن الوسائط غير الممتعة وغير الواضحة للتلاميذ، فلن تعطي النتائج المثلية، ولذلك، عند تصميم وسائط التعليم، فمن الضروري مراعاة خصائص التلاميذ وأهداف التعليم والمواد التي تمت مناقشتها.